-الوجه البئيس لبودنيب -مدفن أوفقير


أكد بعض أبناء بوذنيب (بالجنوب الشرقي المغربي) أن منطقتهم لازالت تنتظر حظها من الإنصاف ورد الاعتبار، إذ أنها، منذ دفن بها محمد أوفقير، جلاد سنوات الرصاص، وهي مهمشة مقصاة، وساكنتها محرومة من حقها في التنمية والكرامة... وهو أمر ظل ساري المفعول حتى مطلع التسعينات.

جاء ذلك على هامش يوم دراسي نظمته بلدية بوذنيب، نهاية الأسبوع الماضي حول: "المقاومة في تافيلالت: بوذنيب نموذجا"، بشراكة مع مركز طارق وجمعيات محلية...، وحضر أشغاله والي الجهة وعامل الإقليم وفعاليات مهتمة...

وإذا كان هذا اليوم غير المسبوق بهذه الربوع، بما تضمنه من ندوات فكرية جادة ومعارض للصور التاريخية والمنتوجات النسوية المحلية والعروض الفنية المتميزة، قد نجح في نفض الغبار عن أحداث ووقائع تبين بالملموس المساهمة الفعالة لأبناء تافيلالت عامة، وبوذنيب خاصة، في مقاومة الاستعمار، باعتبار المنطقة، كانت قاعدة خلفية للحركة الوطنية، وتوفق في لفت الانتباه إلى أن ملف المقاومة بهذه الربوع لازال لم يحظ بما يستحقه من دراسة واهتمام، مقارنة بمناطق أخرى، فإنه مكننا أيضا من التعرف على الوجه البئيس لبودنيب. ذلك أن جولة قصيرة في أرجائها كشفت لنا أن هذه البلدة، التي دخلها الهاتف مطلع القرن الماضي، والتي فتحت فيها قاعة سينمائية في نفس الفترة، لا تحمل راهنا من خصائص البلدية إلا الاسم، حيث هشاشة البنية التحتية، وغياب الطرق المعبدة، والحرمان من خدمة شبكة التطهير رغم أن ثلث البلدة مجهز بها، وانعدام الاستثمار وفرص الشغل القادرة على استيعاب المعطلين، وضمنهم حوالي مئة مجاز، وحيث إن هذه المنطقة، التي يناهز عدد سكانها ستة عشر ألف نسمة، لا تتوفر إلا على طبيبين وسيارة إسعاف واحدة!!! ناهيك عن الفقر والمخدرات والانحراف والدعارة...

وقد أوضح لنا عبد الوهاب سوقامي، رئيس المجلس البلدي، أن المنطقة تتشكل من بلدية (بوذنيب) أحدثت سنة 1992، وجماعة قروية (وادي النعام) تغطيان معا مساحة تبلغ 4715.1 كلم²... وأن أولوياته هي توفير شبكة التطهير وتوسيع المجال الحضري... أما أهم مطالب هذا الرئيس الاتحادي فلخصها في: الاستفادة من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والزيادة في حصة الضريبة على القيمة المضافة، وإحياء برنامج محاربة آثار الجفاف، والإسراع في إخراج تصميم التهيئة، وتحديد مناطق الاستثمار لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، وإنعاش الشغل، وضمان استقرار السكان، والمساهمة في تمويل الأشطر المتبقية من مشروع الصرف الصحي، وتعبيد الأزقة...

من جهتهم، طالب بعض المعطلين بتوسيع "مشروع المقاولين الشباب" ليستفيد منه آخرون، وهو مشروع فلاحي أقيم، في عهد العامل الأسبق، عند مدخل البلدية، على مساحة ثلاثين هكتارا، واستفاد منه خمسة عشر شابا، بهدف تشغيلهم والحيلولة دون هجرتهم، سيما وأن تجربة "رياض تافيلالت"، الضيعة التي شرعت في إقامتها إحدى الشركات الخاصة على امتداد ألف هكتار من أراضي الجموع بجماعة وادي النعام، أكدت أن الفلاحة أهم قطاع كفيل بتنمية المنطقة لأنها غنية بالمياه الجوفية والسطحية، والمطلوب فقط تعبئة ما يضيع منها في الصحراء، ببناء سد قدوسة وتوفير السواقي لسد الدويس ليتسنى استغلاله.

علي بنساعود

Aucun commentaire: